مراكز مصادر التعلم (المكتبات سابقاً)
في إطار خطته الرامية إلى تحديث المرافق المدرسية الحكومية في إمارة أبوظبي، يسعى مجلس أبوظبي للتعليم إلى تطويرالمكتبات المدرسية وتحويلها إلى مراكز ومصادر للتعلم لكي تتواءم ومتطلبات القرن الحادي والعشرين؛ فهذه المراكز هي أكثر من مجرد مكان لوضع وتخزين الكتب، بل هي مكان يتيح للطلبة الوصول إلى المعلومات والمصادر التعليمية بكافة أنواعها وأشكالها، سواء كانت مطبوعة أو غير مطبوعة أو حتى الكترونية؛ انها أماكن تضم برامج تعليمية متميزة ويعمل بها أخصائيون مؤهلون يعملون على تطوير وتعزيز القراءة لدى الطلبة والإلمام بها بالإضافة إلى الارتقاء بالأداء الأكاديمي للطلبة بشكل عام.
ومن خلال تطوير مراكز مصادر التعلم وتدريب وتأهيل الأخصائيين العاملين بها فإنه سيكون لدى كل مدرسة من المدارس مركزاً لمصادر التعلم يتميز بكونه مكاناً جاذباً يضم مختلف عناصر ومجالات البحث والعمل الجماعي والقراءة الترفيهية ورواية القصص (في مدارس الحلقة الاولى)، بالإضافة إلى منطقة مخصصة لتلبية احتياجات المعلمين من مصادر ووسائل تعليمية.
ومما لا شك فيه، أن تلك المراكز المجهزة والمصممة بشكل متميز من شأنها دعم العملية التعليمية من خلال توفير قناة إضافية للحصول على المعلومات، وتعليم الطلاب كيفية الاستفادة من طرق التعلم المختلفة وكيفية الحصول على المعلومات الهامة واللازمة – وبالتالي تعزيز قدراتهم للعثور على مختلف أنواع المعلومات وتفسيرها وتحليلها وتقييمها واستخدامها ومعرفة أهميتها.
وتشمل خطط وأعمال التطوير الجارية كلاً من المرافق والأجهزة، وتتضمن وضع التصميم المناسب وتوفير الأثاث المريح وشاشات التلفاز المسطحة وأجهزة عرض البيانات، والماسحات الضوئية، والناسخات، والطابعات، والوصول الى شبكة الإنترنت؛ وتوفير أحدث الكتب باللغتين العربية والإنجليزية، واشتراكات المجلات وموارد الوسائط المتعددة؛ وأجهزة الحاسوب لأغراض البحث، واستخدام الكتالوج الإلكتروني والوسائط المتعددة. كما ستضم مراكز مصادر التعلم في رياض الأطفال ومدارس الحلقة الأولى مسرحاً للعرائس، وغير ذلك من التجهيزات اللازمة بما يتلاءم والمرحلة العمرية للطلبة. كما سيتلقى أخصائيو المراكز دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية وإدارة المكتبات لاكتساب المعلومات اللازمة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مجلس أبوظبي للتعليم قد حرص على تزويد كافة المدارس بمجموعة من السياسات والمعايير الخاصة بمراكز مصادر التعلم وكذلك الكتيبات والمعلومات المتعلقة بتعلم مهارات القراءة والكتابة، والتي تعتبر جميعها بمثابة المبادئ التوجيهية لدعم أنشطة وعمليات مراكز مصادر التعلم ، وبما يساهم كذلك في تقديم معايير ملموسة لتقييم جودة المراكز وتحسين أدائها. وتحدد الكتيبات الدور الذي تلعبه مراكز مصادر التعلم من حيث توفير إمكانية التواصل الفكري والمادي للمواد في كافة أشكالها وصيغها؛ مع التأكيد على ضرورة الالتزام بتعزيز المهارات والقدرات وتحفيز الاهتمام بالقراءة واستخدام المعلومات، والتعاون مع المختصين التربويين في دعم الأهداف التعليمية وتشجيع خبرات تعلم مهارات القراءة والكتابة، والتواصل مع المجتمع التعليمي بكافة عناصره. كما تقدم هذه الكتيبات المزيد من المعلومات بشأن كيفية وصول الشخص لمصادر المعلومات وحجم ومواصفات رفوف الكتب، فضلاً عن العاملين بتلك المراكز.
إن مجلس أبوظبي للتعلم يسعى إلى تخريج كوادر مؤهلة قادرة على إجراء التحليلات وبما يمكّنهم من مواجهة التحديات العالمية، مع الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم الوطنية، ولا شك أن هذا المشروع المتعلق بتحديث المكتبات المدرسية إنما يساهم في تحقيق تلك الأهداف التعليمية وتلبية متطلبات المناهج المدرسية، من خلال بث الشغف بالقراءة والتعلم لدى كافة الطلبة، إلى جانب اكتساب مهارات استخدام مراكز مصادر التعلم على النحو الأمثل.